المسيح والسير على الحبل
لو كنت
مثلي شغوفا بمشاهدة الأفلام فلابد أنك قد شاهدت فيلم "the walk" المستوحى من قصة حقيقية لشخص يدعى فيليب بوتي الفرنسي
الجنسية الذي حقق سنة 1974 حلمه بالسير على حبل معلّق بين برجي مركز التجارة
العالمي الذي يصل ارتفاعهما إلى 1,350 قدم تحت أعين مئات
المارة. ولقد بدأ فيليب بوتي التدريب على السير على الحبل منذ سن السادسة. وبدأ
سلسلة التحديات شيئا فشيئا حتى اكتمل حلمه بأكبر انجاز أبهر الجميع وبقي هذا الحدث
في ذهن العديد ممن شاهدوه. ولقد دام هذا العرض الفريد 45 دقيقة ولكن عملية
الاستعداد دامت لأشهر عديدة.
ولقد بدأ
حلمي منذ سنوات مثل فيليب بوتي لا بأن أمشي على حبل معلق في الهواء ولكن أن
أترك حياة الراحة والركود الروحي وأن أبدأ في تحقيق حلمي مع المسيح أو بالأحرى أن
أحقق حلم الرب بأن أنطلق معه في أرض التحرير من الحياة العتيقة التي ملؤها الخطية
والعمى الروحي، وكأنني أمشي على الحبل مثل فيليب بوتي أو أسير على الماء مثل بطرس دون
أن أتزعزع لأن في قلبي إيمان بأن المسيح يسير معي ويمد يده في الحال ويمسك بيميني
كلما هبت الرياح وشعرت بالخوف من السقوط (متى 14: 28-32).
هدفي ألا
أظل قابعا في مكاني وألا أختبئ من تحدّي التغيير ونزع "الإنسان العتيق" (أفسس 4: 22) للانطلاق في سماء
التحرير لا الحرية الخارجية وأن أعرف التحرير الداخلي لروحي ونفسي لأن المسيح
وعدني أنني أعرف الحق والحق يحررني (يوحنا 8: 32).
غايتي أن
أعرف المسيح في كل لحظة من لحظات حياتي ليس فقط وأنا محاطة بالإخوة والأصدقاء ولكن
كذلك في أيام الوحدة والجفاء.
أرنو إلى
تعلم السير على الماء رغم الأمواج والرياح وأن أتحدى الخوف بالإيمان وأن أركز عيني
على الهدف وهو الملكوت وأن يمتد ملكوت الله (متى 3: 1-3) في كل أنحاء قلبي وفكري ونفسي وروحي
لكي أتحرر من خطية الماضي وسلبية الأفكار وأغلال العادات والتقاليد التي تقف حاجزا
بيني وبين حياة يشع فيها نور المسيح. وأن أنظر إلى التحديات بعيني المسيح. فالحياة
مع المسيح فنّ ونحن تحفة المسيح وهو الذي يشكلنا ويغيرنا ويصقلنا كل حين كي نشابه
صورته في كماله وجماله.
أعلم أن
الطريق صعب وضيق ولكن رجائي وفرحي وسلامي نبعه وعود الرب الصادقة أنني أستطيع كل
شيء في المسيح الذي يقويني وأنه في ضعفي قدرته تكمّلني (2كورنثوس 12: 8).
وسؤالي
اليوم لك أنت:
هل تقبل هذا التحدي
بالسير في أرض التحرير مع المسيح ليمتد ملكوته في قلبك ولكي يملك على أماكن في
حياتك لم تسلمها له بعد؟ وهل لك الثقة والإيمان أنه سيسير معك في هذه الرحلة؟
إلى لقاء آخر قريبا
سلام المسيح
