إنّ من
أصعب وأعسر الأشياء العملية في الحياة هي العلاقات بين البشر وفنّ التواصل بين
بعضنا البعض.
فلماذا
فضل الله أن يتواصل مع البشرية؟
لماذا أحزن
قلب الله سقوط الإنسان وانفصاله عن الله؟
كان من
الأفضل بالنسبة لله أن تنقطع العلاقة بينه وبين الإنسان المليء بالخطية في طبيعته
البشرية نتيجة السقوط.
ولكن الله
بمحبّته فضّل التواصل مع الإنسان لأنه يريد التعبير عن كمّ المحبّة التي لدية تجاه
البشرية.
ويعلّمنا
الله أنه على الرغم من أنّ انقطاع التواصل هو أيسر وأقل جهدا من مواصلة العلاقة،
فمن خلال العلاقة مع الله ومع الآخرين يعمل الرب ويغيّر القلوب، ونتعلّم الكثير ونتدرّب على فن التواصل مع الآخرين.
ولكن في بعض
الأحيان، من الأفضل الابتعاد إلى حين. فحتى الله يردّ الفعل أحيانا بالصمت.
ولكنّ
الصمت والابتعاد لا يعني الكراهية والحقد وعدم الغفران.
الصمت
يحبّ ويصلي ويغفر ويتمتع بحضور الله وينتظر مجده.
وإلاّ
يصبح الصمت قبرا تدفن فيه قلوبنا وتصبح حجرا.
وحينها
نحيى أمواتا على الرغم من اعتقادنا أننا أحياء.
فهل نحن
متواصلون مع الله ومع الآخرين؟
أم أننا
صامتون؟
وهل نحن
صامتون متواصلون مع الله؟
أم أننا صامتون يئنّون تحت نير عدم الغفران؟